في زاوية لا تسلط عليها الكاميرات كثيرًا، تقف سيدة بيت تحمل بين يديها مشروعًا صغيرًا وحلمًا كبيرًا. وبين إناء على النار وطفل في حضنها، تخيط طريقها نحو الكرامة الاقتصادية. ولأن الأحلام لا تكبر وحدها، جاءت مؤسسة أيادي مصرية، برئاسة الأستاذ محمد أبو عقيل، لتكون الظهر الذي لا ينكسر والسند الذي لا يتأخر.
بفكر مؤمن بأن المرأة ليست فقط نصف المجتمع، بل محركه الصامت، مدت المؤسسة يدها لا لتمنح صدقة، بل لتخلق فرصة. ومع كل مشروع منزلي صغير، هناك قصة نجاة من الحاجة، وانتصار على ثقافة الاستهلاك. فربات البيوت، بعزيمتهن، يصنعن من أبسط الإمكانيات منتجات تليق بالسوق وتستحق الدعم.
الأستاذ محمد أبو عقيل لا يتحدث عن تمكين نظري، بل يُفعّله على الأرض. من التدريب إلى التسويق، من الدعم الفني إلى فتح الأسواق، تتحرك المؤسسة كخلية نحل لا تهدأ. الهدف واضح: تحويل البيوت من أماكن للاستهلاك إلى ورش إنتاج تعيد تشكيل الخريطة الاقتصادية من القاعدة.
ليست “أيادي مصرية” مجرد اسم، بل فعل جمعي، فيه أصابع خبز، وأخرى تخيط، وثالثة تعبئ الأمل في عبوات صغيرة. إنها قصة مصرية خالصة، لا تُكتب بالحبر، بل بالعرق، ولا تُقاس بالأرباح فقط، بل بحجم التغيير الذي تُحدثه في حياة امرأة قررت أن تكون صاحبة دخل لا مجرد مُستقبل له.